فتاوى فضيلة الشيخ

السؤال :  ما مذهب أهل السنة تحديدا تجاه الحكام الظلمة والجائرين؟


جواب فضيلة الشيخ :
  

أهل السنة والجماعة يرون ترك الخروج على ائمة الجور، يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: «ولهذا كان المشهور من مذهب اهل السنة انهم لا يرون الخروج على الائمة وقتالهم بالسيف، وان كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لان الفساد في القتال والفتنة اعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة، فلا يدفع اعظم الفسادين بالتزام ادناهما، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان الا وكان في خروجها من الفساد ما هو اعظم من الفساد الذي ازالته»، وقال ايضا: «وكان افاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبدالله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الاشعث، ولهذا استقر امر اهل السنة على ترك القتال في الفتنة للاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الائمة وترك قتالهم وان كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من اهل العلم والدين»، وقال ايضا: «ومما يتعلق بهذا الباب ان يعلم ان الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم الى يوم القيامة من اهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه وان كان من اولياء الله المتقين، ومثل هذا اذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه، وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من اهل الجنة بل في ايمانه حتى تخرجه عن الايمان، وكلا هذين الطرفين فاسد».

وقال الامام البربهاري في شرح السنة: «ومن خرج على امام من ائمة المسلمين فهو خارجي قد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية».